فتاوى وأحكام 1

صلاة العيد وكيفية أداؤها والسيدة التي لها أم أوروبية تدين بغير دينها ومشروعية الدعاء لها بعد وفاتها. والمقصود بالضلال في قوله تعالي "ووجدك ضالا فهدي" كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عنها العلماء.

يسأل القاريء محمد عبدالفتاح الكاشف من شباسي عمير. كفرالشيخ. قائلا: ما هو المستحب للمسلم عند ذهابه لاداء صلاة العيد؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فوزي رسلان الاستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول : صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من مظاهر ينبغي علي المسلم أن يحرص علي أدائها مع جماعة المسلمين فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يواظب عليها ويدعو الناس إلي الخروج إليها. وشرعت صلاة العيد في السنة الأولي من الهجرة وذلك لما روي أن رسول الله قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال: إن الله أبدلكما بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر.
ويستحب في العيد الاغتسال والتطيب وأن يأكل المسلم في عيد الفطر قبل الخروج الي المصلي فعن بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلي الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتي يأكل. ولا يأكل يوم الاضحي حتي يرجع كما يستحب المبادرة باخراج صدقة الفطر قبل الصلاة. والتكبير بعد صلاة الفجر الي وقت صلاة العيد واظهار هذا التكبير بصوت مرتفع اعلانا للعقيدة واظهارا لشعائر الله عز وجل.
ويستحب خروج السيدات والفتيات الي المصلي يشهدن الخير قالت أم عطية كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتي تخرج البكر من خدرها وحتي يخرج الحيض فيكن خلف النساء فيكبرن بتكبيرهن ويدعون بدعائهن وكان ابن عمر يخرج من استطاع من أهله في العيدين فخروجهن مستحب ويخرجن غير متطيبات ولا متزينات ولا يخالطن الرجال. ويستحب لمن صلي العيد أن يرجع من غير الطريق التي ذهب الي المصلي منها قال جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلي الله عليه وسلم اذا كان يوم العيد خالف الطريق أي في رجوعه من المصلي.
ولعل الحكمة في ذلك أن تشهد له الطريقان ولاظهار شعائر الاسلام وأن تعم البركة الطريقين وللسلام علي أهل الطريقين.
والله أعلم
سأل س. م ف. من بولاق الدكرور. حيزة. قائلا : زوجتي أوروبية أنعم الله تعالي عليها بالاسلام. ووالدتها لا تدين بالاسلام. فلما ماتت كانت زوجتي تدعو لها بالرحمة والغفران. فهل هذا الدعاء يصل إليها؟
أجاب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر يقول: الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين. ونور السماوات والأرض وهو أمل القلوب وغذاء الروح ورجاء الانسان من الله تعالي والفرج القريب المنتظر منه والله تعالي طلب منا أن ندعوه ووعدنا بالاجابة فقال تعالي: "ادعوني استجب لكم" لكن قد تحول بعض التصرفات دون تحقق الاجابة اذا دعا الداعي بأمر مستحيل أو دعا بامر فيه استعجال للشر. وما إلي ذلك لكن للدعاء. شروطا يجب أن تتحقق لكي تتحقق الاجابة منها وهي أن يأكل العبد من الحلال الطيب وأن يتجنب الحرام الخبيث وأن يدعو وهو واثق أن الله عز وجل سيستجيب دعاءه ويحقق رجاءه قال الله تعالي: "واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون".
ودعاء زوجتك لامها نوع من المودة والرحمة لكن قبول الدعاء أمر مرجعه إلي الله فالثواب فضل والعقاب عدل.
والله اعلم

الضلال وأنواعه
يسأل القاريء ابراهيم علي حسن من الإسماعيلية قائلا: ما المقصود بالضلال في قول الله تعالي "ووجدك ضالا فهدي".
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ فرحات السعيد المنجي رئيس الإدارة المركزية بمدن البعوث الإسلامية سابقا يقول:
يطلق الضلال علي عدة معان وأكثر وروده في القرآن الكريم بمعني الكفر وماعاذ الله أن يطلق بهذا المعني علي رسول الله صلي الله عليه وسلم لا قبل البعثة ولا بعدها.
فالله عز وجل قد اصطنعه علي عينه لحمل رسالته وهو أعلم حيث يجعل رسالته.
والجمهور يري أن المراد من قوله "فوجدك ضالا فهدي" أي ضالا عن معالم النبوة وأحكام الشريعة فهداك إليها.
ويطلق الضلال ويراد به الحيرة ويطلق ويراد به النسيان وقوله تعالي : "أن تضل احداهما فتذكر احداهما الأخري".
وقيل المراد الغفلة ويطلق ويراد به الجهل.
وأري أن هذا المعني الذي ذهب إليه الجمهور فقد قال الله تعالي ممتنا علي رسوله "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وكان فضل الله عليك عظيما" ولكننا تأدباً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ينبغي ألا نطلق هذا الوصف.
والله أعلم